تتفاقم حالة عدم المساواة في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا (MENA) بسبب قوانين الأسرة التي تحُدّ من الحقوق القانونية للنساء والفتيات في مجالات مثل الزواج، والطلاق، والحضانة، والحقوق المالية للزوجات. ولإنهاء هذا التمييز القائم على النوع الاجتماعي، اجتمعت المنظمات الرائدة لحقوق المرأة في دول المنطقة في الدوحة لإطلاق ائتلاف حُرَّة، الذي يهدف إلى إصلاح قوانين الأسرة على المستويين الوطني والإقليمي بما يتوافق مع المعايير الدولية لحقوق الإنسان.
قوانين الأسرة التمييزية
رغم تنوِّع بلدان منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا من حيث الثقافة والتاريخ، إلا أنها تتقاسم أرضية مشتركة في الأطر القانونية التي تحكم قضايا الأسرة. ويشمل ذلك نسيجًا معقدًا من القوانين والممارسات المدنية والدينية والعُرفية التي تنظم العديد من جوانب الحياة والعلاقات المنزلية. يُعزّز العديد من قوانين الأسرة في المنطقة، التي غالباً ما تكون متجذرة في التفسيرات الدينية التقليدية والمُحافظة، الأدوار النمطية بين الجنسين ويرسخ عدم المساواة من خلال التمييز على أساس الجنس.
عندما يجعل القانون النساء والفتيات تابعات، فإنه يقلل من قدرتهن على اتخاذ القرار ويحُدّ من فرصهن المهنية والمالية والسياسية، ما يجعلهن أكثر عرضةً لانتهاكات حقوق الإنسان، بما في ذلك العنف المنزلي والعنف الجنسي والعنف القائم على النوع الاجتماعي. العواقب الضارة لذلك بعيدة الأثر، إذ تُعيق تنمية البلدان من خلال إحباط قدرات النساء على تحقيق إمكاناتهن الكاملة والمساهمة بشكل كامل في تقدم المجتمع.
ائتلاف حُرَّة
يعمل ائتلاف حُرَّة على تمكين الأعضاء من تطوير وتنفيذ حملات لإصلاح قانون الأسرة في مجالات مثل تزويج الأطفال، ووصاية الذكور، وتوزيع الثروة الزوجية والنفقة، وحضانة الأطفال.
كانت بذور الائتلاف قد زُرعت في عام 2019، عندما نظمت منظمة Equality Now، -وهي منظمة دولية لحقوق المرأة-اجتماعًا إقليميًا في لبنان جمَع مجموعة متنوعة من منظمات حقوق المرأة المهتمة بتوحيد الجهود للضغط من أجل التغيير في بلدانها في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.
منذ ذلك الحين، نما الائتلاف ليصبح مجموعة دينامكية تعمل على تعزيز حركة قوية ومتنوعة وشاملة وتعاونية لحقوق المرأة. صُوِّت بالإجماع على اختيار منظمة Equality Nowللاضطلاع بمهمة أمانة الائتلاف، وعملت المنظمة على دعم وتعزيز قدرات المنظمات الأعضاء في مختلف الجوانب، بما في ذلك في استراتيجية القيام بحملات، والمناصرة القانونية والإعلامية، والمشاركة مع واضعي السياسات وصُنّاع القرار، وتطوير المشاركة الفاعلة بين صفوف الناشطين الشباب من المجتمعات المهمّشة.
يعمل الائتلاف بالتعاون مع الحملة العالمية للمساواة في قانون الأسرة، التي تجمع المنظمات النسوية من مختلف أنحاء العالم التي تدعو الحكومات إلى ضمان المساواة في القانون والسياسات والممارسات لجميع النساء والفتيات والفئات المهمشة الأخرى. وينطبق ذلك على كل ما يتعلق بالأسرة بمختلف أشكالها، بغض النظر عن الدين والثقافة.
جعل إصلاح قوانين الأسرة أولوية قصوى
توضّح الدكتورة ديما دبوس، ممثلة منظمة Equality Now في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، قائلةً: “تواجه النساء في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا تمييزًا شديدًا في العديد من جوانب حياتهن الشخصية، بما في ذلك قدرتهن المحدودة على الموافقة على الزواج والطلاق، والاحتفاظ بحضانة أطفالهن بعد الطلاق، والحصول على نصيبهن العادل من الثروة في الزواج والميراث.”
“لم يكن التقدم في إصلاح قانون الأسرة بطيئاً للغاية فحسب، بل إنه انعكس في بعض البلدان. نأمل مُخلصين أن يمنح ائتلاف حُرَّة جميع أعضائه مساحة آمنة لتبادل المعرفة والخبرات، والدعم اللازم، والشعور بالتضامن لمعالجة تحديات إصلاح قوانين الأسرة في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا والتغلب عليها.”
تقول ليلى أميلي، رئيسة جمعية أيادي حُرّة في المغرب: “الهدف الأساسي من إطلاق ائتلاف حُرَّة هو الرغبة القوية لدى الجمعيات من مختلف البلدان العربية لتحسين وضع المرأة والحفاظ على حقوقها وضمان عدم المساس بكرامتها. ولن يتأتّى ذلك إلا من خلال قوانين الأسرة التي تحمي وتؤكد حقوق الإنسان للمرأة ومعاملة جميع أفراد الأسرة بإنصاف.”
أوضحت غنوة شندر، رئيسة الهيئة اللبنانية لمناهضة العنف ضد المرأة (LECORVAW) في لبنان، قائلةً: “نحن ائتلاف يضم منظمات لها نضال مشترك وخبرة واسعة في مجال المناصرة والتدريب والتوعية بشأن العنف القائم على النوع الاجتماعي وحقوق النساء والفتيات.”
“يشجِّع ائتلاف حُرَّة المنظمات الاعضاء ويدعمها للقيام بحملاتٍ لإصلاح قوانين الأسرة، وتوحيد الجهود حول التواصل وتنفيذ الأنشطة والبرامج المشتركة بين الأعضاء. ويشمل ذلك بناء قدرات المنظمات الشريكة، وتعزيز التضامن والتعاون، وتبادل الخبرات، والتصدي للتحديات، وخلق مساحات آمنة وحرة للتآزر مع الشبكات الإقليمية الأخرى التي تشترك في نفس المعايير والأهداف حول ضمان العدالة للنساء والفتيات.”
تختم سامية ملكي، رئيسة جمعية قادرات في تونس الحديث قائلةً: “بصفتنا عضواً مؤسّساً في ائتلاف حُرَّة، أنا متفائلة جداً بشأن مستقبل الائتلاف بسبب تجربة النساء المشارِكات والصفات التي يمتلكنها، مثل نكران الذات، واحترام الآخرين، وقبول الاختلاف. إننا نعمل لحل قضايا ذات أهمية كبرى لتغيير حياة المرأة في المنطقة نحو الأفضل.”
النهاية
Zeina Khalil, Equality Now MENA Communication Officer, E: [email protected], T:+44 (0)7971 556 340 (available on WhatsApp)
GlobeNewswire Distribution ID 3639740